ذكريات الأعياد في مدينتي

ذكريات الأعياد في مدينتي

  • ذكريات الأعياد في مدينتي

اخرى قبل 4 سنة

ذكريات الأعياد في مدينتي

بقلم : د. نائلة الوعري

موسم الأعياد في القدس اتذكر : كي لا ننسى

تحن على بالي ذكريات هذا اليوم ، يوم عيد الميلاد المسيحي " الكريسماس " والسنة الميلادية الجديدة في بيت لحم والقدس التي تكسوها الزينات في بيوتها وفي حاراتها في موسم الأعياد  " حارة النصارى " وقرب كنيسة القيامة وترى الباعة على البسطات وفي المتاجر تبيع زينة الأعياد والشجر الذي يزين بيوت المقدسين المسيحين ، وترى في الليل من خلال النوافذ الضيقة شجرة الميلاد مضاءة بألوان جميلة ومزينة بألعاب فضية وذهبية وتسمع صوت التراتيل . وأغاني فيروز تصدح الطفل في المغارة وأمه مريم ،وجهان يبكيان وإنني اصلي ، عيوننا إليك ترحل كل يوم ..

أتذكر .. واشارككم ..

 قبل يومين أو ثلاثة من الأعياد يبدأ اهل القدس المسيحيين بالاستعداد لعمل كعك العيد ، تاتي جارتنا  ام الياس هي وبناتها يحملن المواعين التي فيها السميد والسمن والعجوة والفستق الحلبي والجوز وماء الزهر الى بيتنا كي تساعدهم امي ومرت عمي في عمل كعك ومعمول العيد وهذه عادة الجيران في الأعياد يساعدون بعض في أعيادنا وأعيادهم .. واجلس معهم انا وبنات الجيران  نتفرج عليهم وهم يبسون خلطة الكعك ( يخلطونها جيداً ) ويتم صف الكعك في صواني سوداء كبيرة بستأجرونها من الفرن القريب في الحارة  ، بعد ان يكون تشكل ووضع في قوالب جميلة  للطرق ثم  نتهافت نحن البنات لنقش الكعك بملقط خاص ثم بعد الانتهاء من النقش ،   ياتي صبي الفران ليأخذ الصواني للمخبز ويحملها فوق رأسه ويمشي بها ليصل الى الفرن لبدء عملية الخبز  وننتظر بشوق عودة صبي الفران يحمل الكعك والمعمول الساخن والخارج من الفرن لعد الخبز ، وننتظر قرب الصواني حتى يبرد الكعك ليرش بالسكر الابيض هذا المنظر كان يفرحنا كثيرا ويكون لنا حصة منه قبل العيد وبعد العيد .. 

وأتذكر ..

يوم العيد نذهب مع أهالينا  للمعايدة وكنا نفرح ونقف مبهورين أمام شجرة الميلاد المزينة بمصابيح وألعاب صغيرة بالوان فضية وذهبية ، وتحت الشجرة علب وهدايا مغلفة .. تنتظر ان يفتحها الاولاد ونتعيد مره اخرى حبة كعك ومعمول وحبة شوكلاته(سلفانا) وهي شوكلاته لذيذه فلسطينية الصنع.

وأتذكر أيضا ليلة عيد الميلاد كنا نترجى والدي ان يأخذنا الى بيت لحم لنشاهد القداس والاحتفالات في رأس السنة .

كان والدي يعمل في البوليس الفلسطيني ويذهب مع قوى من الامن لحماية الكنيسة والزوار وظبط الامن وكان يتركنا في سيارة الامن لنتفرج من بعيد على الاحتفالات والأضواء الجميلة ، كانت أجراس الكنائس تصدع بصوت عالي والتراتيل .. تصيبنا بالدهشة في ذلك العمر ، رغم صغر سننا الا اننا كنا نعرف ما معنى أن تكون مسيحيا وما معنى أن تكون مسلما هذا الترابط  الجميل والمحبة والصداقة كان يزيد من جمال وبهاء القدس ..

كم أفتقد ايام عمري والسنوات الجميلة والقليلة التي عشت بها في القدس قبل الرحيل  في عام النكسة ١٩٦٧ حيث خرجنا بعد الحرب مباشرة الى عمان ثم لاحقا للبحرين .  اقول لاهلنا المسيحين في فلسطين وفي القدس وبيت لحم أعياد مجيدة وكل عام وانتم بخير 

قلوبنا معلقة بالقدس وان شاء الله أيامنا القادمة ستكون أجمل .بفضل صمود اهل فلسطين والقدس ودفاعهم عن مقدساتهم .

 

 

التعليقات على خبر: ذكريات الأعياد في مدينتي

حمل التطبيق الأن